تجارب التعليم النشط في محافظة القاهرة والجيزة

عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 19/11/2011

تجارب التعليم النشط علي قدم وساق
المدارس تطلب التقييم قبل التعميم
قاعات ومحاضرات في الثانوي بدلا من الفصول.. ورش عمل ووسائل حديثة في الإعدادي

تطبق بعض المدارس هذا العام لأول مرة استراتيجية التعلم النشط التي تعتمد علي نظام المحاضرات لطلبة الثانوي بديلا عن الفصل الثابت.. وورش العمل والتعليم التعاوني لطلبة الإعدادي.. التجربة وليدة وتنفذ في بعض الإدارات التعليمية والآراء حولها تضاربت.. الطلبة غاضبون بسبب كثرة التنقل وعدم وجود فصل ثابت مما يزيد من اجهادهم وضياع الوقت والاحساس بالفوضي عند انتهاء كل محاضرة..
لكن أغلب المدرسين أكدوا انها تجربة جديدة علي المجتمع المصري وتحتاج لبعض الوقت قبل الحكم عليها لأنها تساهم في تطوير أسلوب التعليم بوسائل توضيحية عملية تم تزويد القاعات بها.. بالإضافة إلي تنمية شخصية الطلبة تمهيدا للمرحلة الجامعية.. أما أولياء الأمور فيبدو انهم تأثروا بشكوي أبنائهم ويفضلون الفصل الثابت خاصة أن بعض المدارس أصابها الارتباك عند التطبيق ولم تستطع وضع جداول محددة ومنظمة تحقق الانضباط.
تقول فاتن عبد المقصود "ولي أمر طالبة بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية": إن أسلوب الدراسة عن طريق القاعات فيه اجهاد شديد للطالبات بسبب كثرة الصعود والنزول والتنقل من قاعة إلي أخري.
ارهاق
اتفقت معها ابتسام محمد "والدة طالبة بنفس المدرسة" وتساءلت: كيف لا يكون هناك فصل محدد للطلبة وتظل الطالبة تحمل حقيبتها وتنتقل بها طول اليوم الدراسي خاصة في ظل عدم انتظام الجدول وعدم معرفة القاعة التي يتم الدراسة بها مسبقا.. وقد تكون إحدي المحاضرات في الدور الأول والثانية في الدور الأخير.. والثالثة في الأول وهكذا.
تقول هاجر وإيمان وإسراء ومنار بالصف الأول الثانوي: أكثر ما يرهقنا عدم انتظام الجدول فقد ندخل القاعة وتبدأ المحاضرة ثم نفاجأ بمدرس آخر يطلب منا مغادرة القاعة لأنها مكان محاضرته هو!! فيتم قطع الشرح والبحث عن قاعة أخري مما يتسبب في ضياع الوقت وحدوث حالة من الفوضي تكون نتيجتها الارهاق الشديد.
في مدرسة عاطف السادات الثانوية انقسمت الآراء فقد اشتكت بعض الطالبات بالصف الأول رفضن ذكر اسمائهن من التنقل من مكان لآخر مؤكدات أن نظام الفصل الثابت أفضل إلا في المواد التي تحتاج لمعامل أو شرح عملي.. أما [color=red]آية دياب وسوزي حسين وآية or=red]]أكرم بالصف الثالث الثانوي فأكدن أن أسلوب التعليم النشط في البداية كان جديدا وغريبا لكن بدأنا نتكيف معه ونشعر أنه أفضل.
تقول سارة ممدوح بالصف الأول إن خروج الطالبات من المحاضرات في توقيت واحد يسبب زحاما شديدا.. وكنت في البداية لا أعرف مكان القاعة واضطر لسؤال أحد المدرسين حتي حفظت الأماكن.. وتري أن أسلوب الدراسة الجديد يشجع علي المناقشة واحترام الرأي والرأي الآخر.
المدرسون متحمسون
يقول جمال بدوي مدرس التاريخ بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات بدار السلام: في البداية رفضت الفكرة خوفا من الفوضي ومن عدم استيعاب بعض المدرسين للأسلوب الجديد لكن بعد تنفيذ التجربة علي أرض الواقع وجدتها أفضل للمدرس وللطلبة في المشاركة والتفاعل رغم انه مرهق للمدرس الذي يستمر 90 دقيقة يشرح دون توقف.
أضاف حسن أبو الحمد "مدرس الاقتصاد" أن تغيير القاعة بعد كل محاضرة يجعل الطالبات في حالة حيوية ونشاط ذهني مما يفيدهن صحيا وتعليميا لكن هذا النظام يحتاج إلي دقة ونظام شديدين حتي لايحدث فوضي أثناء تبديل القاعات.
توضح سوسن شحاتة.. مدرسة لغة عربية أن التجربة مقصود منها تحسين الأداء في العملية التعليمية وتحسين أداء المعلم من خلال التعاون بين الطالبات ورفع كفاءة الطالبة متوسطة المستوي من خلال المناقشات التي تولد الأفكار.. فهي فعلا تعد تمهيداً للحياة الجامعية.
يستكمل الحديث خالد عبدالسلام.. مدرس الفلسفة مؤكدا أن الشكوي من التعلم النشط تنحصر في طلبة الصف الأول الثانوي نتيجة المفاجأة في التطبيق وانتقالهم إلي اسلوب مغاير تماما للمرحلة الاعدادية ولكن الحقيقة تؤكد أن التعليم عن طريق ورش العمل تحول الطلبة إلي خلية نحل.. الكل يعمل ويناقش ويحاور وهذه كلها مزايا.
أضاف نشأت شكري.. مدرس رياضيات أن طريقة التعليم تعتمد علي روح الفريق والمجموعات وكل مجموعة لها قائد يختلف في كل مرة فيتدرب الطلبة علي القيادة والتفاعل ويتخلص من الخجل والانطواء.. بالاضافة إلي اختفاء ظاهرة النوم في الحصص الأخيرة!!
الاعدادية مختلفة
تجربة التعلم النشط لم تقتصر علي المرحلة الثانوية فقط بل تطبق من بعض المدارس الاعدادية منها مدرسة طلعت حرب بصقر قريش.
يقول عصام النادي.. مدرس دراسات اعدادي وسامي عبدالصادق.. أن أسلوب التعلم النشط في المرحلة الاعدادية يطبق في الفصول دون التنقل إلي قاعات لأن الطلبة في مرحلة الاعدادي لم يؤهلوا بعد لتحمل المسئولية.. لكن لابد من زيادة وأجهزة الكمبيوتر وغيرها.. بالإضافة لضرورة تقليل كثافة الفصول مما لايزيد علي 25 طالبا لأن وجود 60 طالبا في فصل صغير المساحة يجعل التجربة صعبة.
في انجلترا
عائشة أحمد - ناظرة مدرسة عاطف السادات الثانوية تقول إنه تم مراعاة تنظيم الجدول بحيث يتم التنقل ما بين المحاضرة الأولي والثانية في مبني واحد بين طابقين فقط حتي نقضي علي صعوبة التنقل من مبني لآخر.. وبدأنا التجربة بفصل واحد نموذج ثم تم تعميمها علي جميع الفصول.. علي أن يتم التنقل لمبني آخر بعد الفسحة.
تضيف أن المشكلة التي قد تظهر في بعض المدارس تحتاج فقط إلي دقة في وضع الجدول والاشراف وان يعمل المدرسون بروح الفريق.
نبوية بكري.. وكيل إدارة دار السلام والبساتين تتكلم بحماس شديد عن التجربة التي تم تدريبها عليها في انجلترا.. تقول أن معظم دول العالم المتقدم ينفذ أسلوب التعلم النشط من خلال المائدة المستديرة وليس بنظام "الدسكات" المنفصلة مما يخلق شعوراً بالتعاون بين المتعلمين ويعالج قصور الشخصية من خلال فرق العمل والمجموعات وينمي القدرات الأقل بالمشاركة الفعالة.
أضافت أن الجدول يشمل أربع محاضرات فقط مدة كل محاضرة 90 دقيقة مما يساعد في تخفيف عبء حمل الكتب يوميا علي مدار 8 حصص كما كان يحدث من النظام العادي.
تطالب بالانتظار حتي نجني ثمار التجربة ويتم تقيمها علي أسس سليمة وإذا اثبتت نجاحها يتم تعميمها وإذ اثبت فشلها ورفضها المدرسون والطلبة يتم الغاؤها.
يوسف سليمان - مدير إدارة البساتين التعليمية يؤكد أن التجربة تعتمد علي مشاركة الطلبة بدلاً من التلقين.. بالإضافة لوجود قاعات ومعامل مجهزة بالشرائح الضوئية ووسائل التعليم الحديثة بما يناسب المادة التي يتم تدريسها.

» العلاقة بين جودة التعليم والتعلم النشط
» الفرق بين التعليم التقليدى والتعلم النشط
» التعلم النشط ضرورة حتمية لنهضة التعليم
» التعليم النشط داخل مدرسة الشهداء ب بالغار
» اجتماع التعليم الابتدائى المركزى بالمديريه للتعلم النشط